طِفلٌ وُلِدَ قَبلَ القِيامَة بِـ دَقائِقَ
إمرَأه حَمَلت بينَ أحشائِهَا طِفلَاً لِـ تسعِ أشهُرٌ تأمَلَت لهُ الكَثير وشَيدَت لهُ الأحلامُ والأمانُيّ
وُلِدَ وإرتَسمَت إبتسَامَة على وُجُوهِ والدِيهِ
والدُهُ مُتوجِهه لإستخرَاج شِهادَةِ ميلادٍ لهُ
وُلِدَ يَومَ الجُمعَة المُوافِق (*) / (*) / (****) م
قَامَتَ القِيامَة بَعدَ ولادتهِ بَـ دقائِق
الجبال دكت .. الأنهار جفت .. البحار اشتعلت الأرض غير الأرض ...
السماء غير السماء.. لا مفر من تلبية النداء .. وقعت الواقعة ..
الناس أبصارهم زائغة والشمس تدنو من الرؤوس من فوقهم لا يفصل بينهم وبينها إلا ميل واحد ولكنها في هذا اليوم حرها مضاعف
حَسنَاً ,,
يَتَخلَى كُلُ خليلِ عَن خليلهِ
وكُلُ أمٍ عَن طِفلهَا
وكُل أخٍ عَن أخيهِ
تضعُ كُلُ ذاتِ حملٍ حملهَا
وتَرَى النَاسَ سُكَارى
يُشابُ رأسُ الطِفلِ مِن هَولِ المَنظِرِ
لِـ نعُودَ لِلطفلِ الذِي وُلِد
مَا هُو مَصيرهُ !
أيُعتبرُ مَحظوظَاً أمَ علَى العكسِ تمامَاً !
مِن ناحِيَة لَم يرَ والدهُ ووالدتهُ
لَم يرَى الشَمسَ تُشرقُ أو تَغرُب
لَم يَستنشِقَ شَذَى الأزهَار
ولَم يَستَمع لِـ زقزَقةِ العصافِير
ألقَى مَكسواً بالدِمَاءِ
وتُوفَي ...
مِن نَاحِية أُخرَى
مَحظوظُ لأنهُ لَم يرَى خيباتَ العَرَب
وجشعهُم وقِلَةَ حيلتهَم
لَن يرَى شَعبَ إختارُوا حاكِمَا يقتلُهم ويسلِب أمانهُم
لَن يرَى مُنازعاتَ الإخوَة
لَن يَعيشَ فِي عالمِ الأحزانِ هَذَا
وسَيضمنُ الجَنَة بإذنهِ
كَـ طَيراً أوشَفيعَا لوالديهِ أو طِفلٍ يَطُوفُ المنازِلَ بلألِئ
-